Languages

سوندركومندو: في جحيم غرف الغاز

يُشكّل كتاب "الوحدات الخاصة" بقلم شلومو فينيزيا Shlomo Venezia شهادة فريدة تعكس الفظائع التي إرتكبتها آلة الإبادة النازية والتي يقوم بوصفها رجلا لم يكن متوقعا أن يخرج حيّا من الجحيم الأرضي ألا وهو معسكر أوشفيتز. وكان شلومو فينيزيا Shlomo Venezia في آذار/ مارس 1944 شابا إيطاليا جريءا ومُفعما بالحيويّة يبلغ من العمر 21 عاما ويقطن مع أمه وأخيه وأخواته الثلاث في حيّ يهوديّ فقير في مدينة سالونيكا Salonika اليونانية. ووقعت الكارثة عندما تلّقى الجيش الألماني أمر ترحيل جميع اليهود إلى معسكرات الإعتقال في بولندا المُحتلّة. وتمّ توقيف شلومو Shlomo وأعضاء عائلته وترحيلهم إلى معسكر أوشفيتز. وما إن وصلوا حتى أُرسلت أمّه وأُختاه الشابتين مباشرة إلى غرف الغاز بينما وجد شلومو Shlomo نفسه في سوندركومندو (وحدة خاصة) مُخصصة للسُجناء اليهود الذكور الموكلين مهمّة إخراج الجُثث من غرف الغاز وحرقها. وكان الألمان قد وضعوا نظاما مبنيا على "إستبدال" أعضاء "الوحدات الخاصة" بعد مرور ثلاثة أشهر ولكنّه تمّ خرق هذا النظام في خلال أشهر الحرب الأخيرة. ويُعتبر شلومو فينيزيا Shlomo Venezia أحد الناجين القليلين من "الوحدات الخاصة" والذي قام بوصف مّفصّل لسلسلة الأعمال اليوميّة المروّعة التي كانت تحصل ولتقاطر الرجال غير المُتناهي ومسيرة النساء والأطفال إلى غرف الغاز وذلك فور وصولهم مُحمّلين في شاحنات للماشية وقادمين من مختلف أنحاء أوروبا فضلا عن وصفه لثورة " سوندركومندو " البائسة التي حصلت في تشرين الأوّل/ أكتوبر 1944. و"تتجلى عظمة هذه الشهادة من صدق الراوي غير المُتناهي الذي قام بوصف الأحداث التي شهدها شخصيا. ويُحيي شلومو فينيزيا Shlomo Venezia من خلال كلماته البسيطة، الوجوه المهزومة ونظرات هؤلاء الرجال التي غالبا ما كانت مُنهمكة ومُستسلمة ومُرتعبة فضلا عن كل النساء والأطفال الذي إلتقاهم لمرّة واحدة ...". سيمون فيل Simone Veil هي من الناجين من معسكر أوشفيتز وهي أوّل رئيسة مُنتخبة للبرلمان الأوروبي فضلا عن أنها رئيسة فخرية لمؤسسة ذكرى المحرقة النازية في فرنسا.

عدد الصفحات :
201
المؤلف :
بقلم شلومو فينيزيا

لشراء نسخة مطبوعة